دراسة عن التدخين

ركز مؤتمر اطباء معالجة امراض الاعصاب الذي عقد نهاية الاسبوع في سان خوسيه، ركز على السكتة الدماغية واضرارها الفادحة على عمل اعصاب. وتعرف السكتة الدماغية بحالة حدوث خلل مفاجئ في تروية او امداد الدماغ بالدم الذي يحتاجه، وغالبا ما يكون السبب انسداد مفاجئ لاحد شرايين الدماغ وفي حالات اقل بسبب انفجار احد هذه الشرايين مما يؤدي الى نزيف دموي بالدماغ.
وحسب قول البروفسور الاميريكي مايك روجرز الذي شارك في المؤتمر، فان السكتة الدماغية كثرت في السنوات العشرين الماضية بشكل ملفت ، ما يعني ان تطور الحياة وسرعة وتيرتها من اهم الاسباب ، اضافة الى القلق الدائم الذي يعيشه الانسان في المدن الصناعية على الاخص، لذا فلا عجب ان يصيب هذا المرض اليوم شبابا من دون الثلاثين من العمر.

وبناء على البيانات التي قدمها فان عدد المصابين بالسكتة الدماغية في العالم اكثر من خمسين مليون شخص( احصاءات عام 2008)، ويعتبر هذا المرض من اهم اسباب الاعاقة وتعتبر الجلطة الدماغية اهم ثاني سبب للوفاة في العالم بعد امراض القلب.

وحيث تحدث السكتة بسرعة فان اعراضها تظهر مباشرة والتي قد تستمر لاقل من 24 ساعة ثم تختفي وفي هذا الحالة تسمى بالسكتة الدماغية العابرة او الصغيرة، او تستمر الاعراض لاكثر من 24 ساعة وهنا تسمى السكتة الكاملة. لكن في كلا الحالتين فان الاسراع بتقديم العلاج عند ظهور هذه العوارض خلال الساعات الاولى من حدوث السكتة الدماعية مهم للغاية، وذلك لان اي تأخير للعلاج يجعله بعد ذلك غير نافع، كما وان التأخير له مخاطر كبيرة.

والسكتة الدماغية حالة طبية طارئة قد ينتج عنها شلل ، وتحدث بسبب توقف الدورة الدموية في الدماغ ، اما لحدوث خثار دماغي او انسداد دماغي.

ويحدث هذا عند حدوث جلطة دموية في احد الشرايين الرئيسية التي تنقل الدم الى المخ او نتيجة اصابة الانسان بمرض السكري او ارتفاع نسبة الكوليسترو في الدم الذي ينتج عنه تصلب الشرايين.
ومن الاسباب الرئيسية الاخرى لهذا المرض هو النزف الدماغي، ويحدث نتيجة انفجار شريان دموي في المخ.
وللسكتة الدماغية مضاعفات عدة ، خوصصا عند تكرارها، منها الوفاة واكثر ما تكون خلال الشهر الاول من حدوث السكتة، خصوصا خلال الاسبوع الاول من حدوثها والعجز الحركي والعجز الذهني والتشنجات وفقدان وضعف الذاكرة والاكتئاب.

ومن وجهة البروفسور الاميركي مايك روجر تعد الوقاية من المرض اهم من العلاج، واهم سبل الوقاية هي فحص ضغط الدم باستمرار للمرضى المصابين بضغط الدم واخذ الدواء المناسب. ويعتمد العلاج على منع المضاعفات وتبعا للعجز الذي يصيب المريض واعادة تأهيله بعد الاصابة. ويتوقف نجاح اعادة التأهيل على مدى قدرة المريض على التعان مع اطبائه.
ويتلقى مرضى السكتة الدماغية علاجا اساسيا من ثلاثة انواع من الاطباء:
1-اختصاصي العلاج الطبيعي، يساعد المريض المصاب بالشلل على تحريك اطرافه المصابة لمنع تصلب العضلات، ذلك بالتمارين الرياضية والحرارة والتدليك.
2-اختصاصي علاج عيوب النطق: يساعد المرضى الذين فقدو النطق بسبب السكتة الدماغية.
3-اختصاصي العلاج المهني: يساعد المريض على التنسيق بين حركات اليد والعين للقيام بمهام اساسية مثل الكتابة وتناول الطعام او اعداده.
تعتبر السكتة الدماغية من اهم امراض الاعصاب وذلك لانها من اكثر الامراض شيوعا ، خصوصا بين كبار السن ولما قد تسببه من عجز حركي بمختلف الدرجات ما يؤدي الى اثار سلبية على المريض وذويه، وذلك من النواحي النفسية والاجتماعية، كما تسبب ضغطا اقتصاديا كبيرا على مقدمي الخدمة الصحية وذلك نظرا لارتفاع تكاليف رعاية هذا النوع من المرضى.

واكدت دراسة علمية عن السكتة الدماغية اجريت في جامعة اوكلاند بنيوزيلندا ان التدخين السلبي يزيد من مخاطر الاصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 80 في المئة تقريبا، ودعت الى ضرور حماية غير المدخنين من التدخين السلبي ، والذي يسبب الاصابة بسرطان الرئة وامراض القلب بالاضافة الى السكتة الدماغيةالتي تؤدي الى وفاة اكثر من خمسة مليون شخص في العالم سنويا.




عكس السير